المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الورزازي المحمدي
1 - لغة النص :
صيغ النص بلغة أدبية لذيذة ممتعة ( بتعبير بارط ) .. مما يضمن أثرها ومفعولها السحري على القارئ المتذوق المتشوف الباحث عن مدارج المجد الأدبي وعن أدبية النص وشعرية الكتابة ..
2 - ابتعاد انقلاب :
" ..فتهت لسنوات ألم ما بعثرت, ويقذف بي ذات اليمين وذات الشمال حتى استأنست لذة من جراحاتي .. وشربت من دمي نبيذا معتقا, وانتشيت بالحنظل فاكهة تنعش نهاراتي وليالي,.."
التيه ، البعثرة ، القذف بالذات المتكلمة ذات اليمين وذات الشمال كريشة في مهب الريح ، الاستئناس باللذة والجراح التي صارت جزءا من تفاصيل حياة يومية ،الشرب من دمها نبيذا معتقا حد الانتشاء به فاكهة كالعلقم للانتعاش ليل نهار ...
تحولات نتجت عن ابتعاد بضمير غائبة غير محددة الملامح ، لكن ابتعادها عن الذات المتكلمة قلب حياتها رأسا على عقب ، لذلك ورد حرف الفاء المفيد للعطف والنتيجة والترتيب السريع :
" ابتعدت.. فــــتهت لسنوات ألم ما بعثرت " للدلالة على الأثر الحاسم لابتعادها في ما آلت إليه الوضعية
المزرية للذات المتكلمة .
3 - عودة واتهام بطعم نصر مر :
" واليوم لما عادت واتصلت رمتني بالمجون , ثم انسحبت وهي تردد أنها انتصرت....."
الواضح إذن أن لعودة المبتعدة هدفا هو الإمعان في الإذلال والتحقير ، فتم اختيار وصف لواقع لم يعد يخفى على أحد : المجون .. هو وصف لوضعية ينتشي البطل بجرد تفاصيلها .. أما انسحابها فهو إعادة إنتاج لسلوك اعتادت عليه الذات المتكلمة .. ففيم يضير / ينفع إعلان انتصار بطعم الهزيمة للطرفين ؟!!
القصيصة إذن توصيف ممتع وتصوير ، بلغة شعرية راقية ، لواقع يكاد يكون معتادا في مجتمعنا .. وتلك من أهم سمات الإبداع ؛ نقل / تصوير وقائع عادية لكن بلغة غير عادية ..
شكرا لك أخي أحمد ( أبو رحاب ) على ما خطت أناملك .. استمتعت هنا بقراءة نص جميل .. مودتي الصادقة .
محمد الورزازي المحمدي كِرْكاس
[/center]