الثامن من ذي الحجة - يوم التروية يوم التروية هو اليوم الثامن من ذي الحجة وقد سمي بهذا الإسم لأن الناس كانوا يرتوون فيه من الماء في مكة ويخرجون به الى منى حيث كان معدوماً في تلك الأيام ليكفيهم حتى اليوم الأخير من أيام الحج. وقيل سمي بذلك لأن الله جل وعلا أرى ابراهيم عليه السلام (المناسك) في ذلك اليوم. و يرى الشيخ الدكتور صالح بن غانم السدلان -أستاذ الفقه في قسم الداسات العليا بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية أن يوم التروية و إن كان سنة فلا يجب التهاون فيه. إن يوم التروية يوم عظيم من أيام الحج، فيه يسير الحاج إلى منى كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم الذي توجه من المحصّب ( الأبطح ) الى منى وجعل مكة بظهر، ومن كان حلّ من عمرته أحرم في هذا اليوم بعد أن ارتفعت الشمس وتوجهوا إلى منى فأتوها قبيل الظهر واستقروا بها، وبدأت أحكام الحج في هذا اليوم بالوصول إلى منى فصلوا بها الظهر والعصر والعشاء ( ركعتين ) والمغرب والفجر في وقتها ولما طلعت الشمس وارتفعت توجهوا إلى عرفة فهذا اليوم العظيم هو أول أعمال الحج. و من أحكام هذا اليوم ان يكثر الحجيج من التلبية و أداء الصلوات في وقتها فلا حاجة إلى الجمع. و من الأمور التي يجب لفت نظر الحجيج إليها في هذا اليوم أنه لا توجد أذكار خاصة به غير التلبية و الدعاء و الاستغفار و لا شعائر بعينها يتعين إتيانها. ومن الأمور التي ينبغي التنبيه إليها أن خروج الناس يكون بعد ارتفاع الشمس إلى عرفة، ولكن لو تحرك احد قبل الفجر أو بعده مباشرة أو تأخر إلى منتصف النهار فإن الأمر في هذا واسع ولا ينبغي الإنكار أو التشديد في هذه الناحية. كذلك من الأمور التي ينبه عليها في هذا اليوم ان البعض يأتي الى منى بدون احرام ولا يحرم الا اذا وصل ،وهذا ترك لسنة ثابتة صحيحة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته أحرموا قبل ان يتوجهوا إلى منى، فالمطلوب على المسلم أن يحرص على السنة وأن يجتهد في تحصيلها.