عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-03-04, 15:39 رقم المشاركة : 31
أبو عبد الفتاح
بروفســــــــور
إحصائية العضو







أبو عبد الفتاح غير متواجد حالياً


وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

منظم الشخصية الذهبية

وسام المرتبة الثالثة في مسابقة القرآن الكريم والتج

وسام الرتبة الثانية في مسابقة طاكسي المنتدى لشهر ي

وسام مشارك في دورة حفظ سورة البقرة

وسام المركز الثاتي في مسابقة القصص القرآني

وسام المركز الثالث في مسابقة نتخلق بخلقه لنسعد بقر

وسام المركز الرابع في دورة التقنيات الأسرية

افتراضي رد: مرحبا بكم في صفحة أبي عبد الفتاح *** متجدد ***


هل تعرف قاقات الدجاج؟.

هكذا خاطبتني جدتي بعد أن وكزتني بعصاها...

(ماذا تقصدين بقاقات الدجاج يا جدة؟).

فابتسمت ونزعت نظارتها الكبيرة ثم قالت:

(القاقة هي حكاية الدجاجة الأم لصغارها عن صاحباتها حينما تكون تبحث عن القوت وسط الزبالة، وللدجاجة خمس قاقات).

استغربت حديثها وشممت فيه رائحة للتهكم:

(لقد أثرت في الفضول يا جدتي العزيزة).

(كثرة الوفاق، شدة الاتفاق، قوة العناق، طول الالتصاق، هذه أربع من خمس قاقات للدجاج).

(سبحان الله كأنها تتحدث عن بعض الإدارات في بعض المؤسسات، كأنها تتحدث عن بعض الجمعيات، عن المنظمات عن لجان الحي، عن كثير من الأسر، بل كأنها تتحدث عني وعنا) تحدثت في نفسي قبل أن أخاطبها قائلا:

(ماذا عن الخامسة يا جدتي؟).

فتنهدت ثم قالت:

(الخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين وأخرى غضب عليها إن كان من الصادقين) وقامت جدتي وتركتني أتخبط بين الجد والهزل أحاول أن أفهم ما قالت.

(سواء كان صادقا أم كاذبا، اللعنة أو الغضب، يا ليتني كنت صوصا فأفهم ما تحكي الدجاجة).

لا بد أن جدتي أشفقت لحالي وأعطتني لغزا ينسيني هم البطالة والمشاكل والوساوس الشيطانية...
(لقد عاشت هي عمرها والآن تريد أن تخرب عمري بهذه التفاهات، حتى تمنيت أن أصير صوصا.. يا لغبائي).
توجهت إلى مقهى الحي وجلست هناك وحيدا على طاولة لا يرافقني فيها إلا كأس شاي صغير، كنت مسافرا إلى أبعد من المكان هائما على وجهي وكأن نفسي لم ترضى بهزيمتي أمام لغز جدتي.
وفجأة.. دخل مجموعة من الرجال يمسكون بأيدي بعضهم البعض ويضحكون ضحكات غير بريئة، بل كان كل منهم يتمسح بالآخر كأنه صعيد طيب.
إنهم معروفون هنا، الكل يعرفهم (سي بوشرّة) (وكارلوس) (الحاج بلاش) (كاميكاز) إنهم بمثابة شيوخ العرش في قريتنا، إنهم الذين يدافعون عن مصالح حينا...
من المفروض أنهم تسعة ولكنهم صاروا أربعة...
كان الدكتور عبدو واحدا منهم فأبعدوه بحجة أنه يسأل كثيرا ويحب أن يفهم.
أما بومدين فاستقال لأنهم فرضوا عليه الجزية مقابل السجائر التي يبيعها، رشيد السايح تزوج وهرب منهم بعد أن خاف على أسرته الصغيرة، سمير اتهموه بالزنا وهددوه بأن أربعتهم سيشهدون ضده إن هو تدخل في مصالح المواطنين...
الفرد التاسع كان رئيسهم وكبيرهم (أخي مارق) والذي أعطاهم وكالة حصرية ليتصرفوا على هواهم كيفما شاءوا وذهب هو ليعمل في المديرية الولائية.
(كالعادة يا قهواجي) هكذا صاح سي بوشرة في ساقي المقهى.
(حفظتها من ثلاث سنوات يا سي بوشرة) وهكذا رد عليه.
كان كل واحد منهم يطعم الآخر بيديه، ويقول : (بالعافية عليك أخي).
سبحان الله هذا هو حالهم منذ أن صاروا أربعة، منذ ثلاث سنوات، دائما مع بعضهم البعض، لا ينكر أحد منهم على الآخر ولا يعارضه...
لا أصدق أنهم متفقون على كل شيء وفي كل شيء طوال هذه السنوات...
أخيرا صرت صوصا في المقهى وسمعت حكاية الدجاجة وعرفت القاقة الخامسة...
وعرفت لماذا كانت اللعنة في الكذب والغضب في الصدق... إنها النفاق.. النفاق.......


..............................


منقول





التوقيع

تأمل في نبات الأرض و انظر إلى آثار ما صنع المليك

عيون من لجين شاخصات بأحداق هي الذهب السبيك

على كثب الزبرجد شاهدات بأن الله ليس له شريك
    رد مع اقتباس