بدءا ، و كمتلقي قارئ ، أجدني أمام معطى حكائي أولي ، يمكن اعتباره مادة خام .. و المتخيل الخطابي للكاتبة / السارد هو الصيغة النهائية التي جعلتني أرى النص السردي / القصصي في نسخته المكتوبة . فالكاتبة / الساردة هي صاحبة الصوت الذي نسمعه في القصة ، أقصد نقرأه ! أي بصفتها فاعلا لغويا ، فقد قامت بجميع الأدوار السردية : من وصف للأحداث ، و تقديم للشخصيات ، و خاصة شخصية الطفلة أمينة ، و تلخيصات أزاحت فعل الإطناب و الحشو .. هذا دون نفي مجمل التعليقات الشخصية التي رافقت النص . لذلك فمن الناحية التقنية ، نهجت الكاتبة / الساردة تقنية العرض و الإخبار طيلة الحكاية ، وهو الأمر الذي جعلها تتورط في اقتناء ما يجب سرده ، بشكل عمودي ، وضمن وعاء زمني ممتد في الماضي الذي انطلق منه ، أي اللجوء إلى الخطّية الغير متشعبة أو متداخلة . و دائما من الناحية التقنية ، التجأت الكاتبة / الساردة إلى نهج تقنية الوصف لإغناء صورة المشهد السردي ، و إغناء الموقف و رمزية لحظات الحكاية .. فغياب صوت البطلة أمينة ، فرض على السارد تعميق إضاءة مسار شخصيتها ضمن المحيط العام و الخاص .و هي التي ترتبط ارتباطا وثيقا بنبض الإيقاع الداخلي للمأساة .. مأساة في أبسط صورها و أعقد تجلياتها . طبعا يظل الشكل ليس شكلا عاريا عن المعنى و الدلالة ، و إنما هو رسالة خطابية مميزة نتعرف من خلالها على الكاتب / السارد ..لذلك أحبُ أن أقول ، أن القصة التي بين أيدينا ، مساهمة تنبئ بالنبرة التي تميز الكاتبة ، و تعبر عن حقيقة الحس الثري و الخصب و المنفتح على التقاطعات الاجتماعية التي تشغل ذاكرتها و هويتها . حكاية البطلة أمينة عبرت عن الاختراق الذي يلعبه الفقر في حياة الأسر القروية .. و طبعا سنتمكن من التعليق على المضامين حين ينتهي الخطاب المجمل للقصة . كانت تلك و قفة قصيرة و أولية رفقة إبداع الأخت فطيمة .. و إلى لحظة أخرى إن شاء الله . مودتي - نزيـــــــــــــــــــــه.