منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد - عرض مشاركة واحدة - هُنا نبض ؛ حِكْمَة ؛ شعر ؛ أمثال شعبيّة ؛ طرائف

لآلئ الأمثال

بِجَدِّكَ لا بِكَدِّكَ

أول من قاله حاتم بن عميرة الهمداني، وكان قد بعث ابنيه الحَسَلَ و عاجِبَةَ في تجارة، فلقِيَ الحَسَلَ قومٌ من بني أسد، فأخذوا ماله و أسروه. و سار عاجبة أياما ثم وقع على مال في طريقه قبل أن يبلغ موضع متجره، فأخذه و رجع، و قال في ذلك:
كفاني بعدَ قربِ السيرِ أني...رأيتُ الخيرَ في السفرِ القريبِ
رأيتُ البُعدَ فيه شقّا و نأيا...و وحشةَ كلِّ منفردٍ غريبِ
فأسرعتُ الإيابَ بخير حالٍ...إلى حوراءَ خرعبةٍ لعوبِ
و إني ليس يثنيني إذا ما...رحلتُ سنوحُ شحّاج نَعوبِ

فلما رجع إلى أهله فرحوا به فرحا شديدا، و انتظروا الحسلَ، فلما جاء أوان قدومه فلم يقدم رابهم أمره، فبعث أبوه أخيّا له يسمى شاكرا في طلبه و البحث عنه، فلما دنا شاكر من الأرض التي بها الحسل رأى عائفا يزجر الطير، فقال:

يُخبرني بالنجاة القطا...و قولُ الغراب بها شاهدُ
يقول ألا قد دنا نازحٌ...فداء له الطارفُ التالدُ
أخ لم تكن أُمُّنا أُمَّه...و كان أبانا أبٌ واحدُ
تدارك رأفته حاتمٌ...فنعمَ المربَّبُ و الوالدُ

ثم إن شاكرا سأل عنه فأخبر بمكانه، فاشتراه منهم. فلما رجع به قال أبوه: "بجدك لا بكدك" تقول: " اسع ذلك حظ تكسب به خير من جلادة و مكابدة و مجاهدة لا حظ لك معها" فذهبت مثلا.