دقيقة من وقتك تقولُ العربُ في معرض المدح : لا أبا لك. أي لا كافٍ لك غير نفسِك. وقد تُذكَرُ بمعنى جِد في أمرِك وشَمِّر. لأن من كان له أب اتّكلَ عليه في بَعضِ شأنِه. وذات يوم، سمع ( سليمانُ بن عبدالملك ) رجلاً من الأعراب يقولُ في سَنَةٍ مُجدِبَةٍ يقول : ربَّ العبادِ ما لَنا وما لَك؟ قَد كُنتَ تسقينا فما بدا لَك؟ أنزل علينا الغيثَ لا أبا لك! فحمَلَهُ سُليمانُ على أحسن مَحمَل فقال: أشهدُ أنَّ لا أبا لهُ ولا صاحبة ولا ولد.