منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد - عرض مشاركة واحدة

من بين الأصناف الأدبية التي أصبحت غريبة بين باقي الأصناف الأخرى صنف "أدب الرحلة". وقد كان كتاب هذا الصنف الأدبي في الماضي يوثقون من خلاله رحلاتهم، ويصفون عادات مختلف الأقوام وطباعهم وغير ذلك، مما يجعل أعمالهم قمة في الفائدة والمتعة واللطافة.
وسيرا على خطى الأقدمين، سأحاول ـ وأنا على سفر في هذه الأيام ـ أن أصف لكم رحلتي، عسى أن يكون الوصف مفيدا (لا أظن أنني سأنجح، وليبق هذا الإعتراف سرا بيني وبينكم ههههههه).
تبعد هذه المدينة الجبلية عن مدينتي الأصلية بأربعمائة كيلومتر، والطريق إليها سالكة، إذ تتوفر وتتنوع وسائل النقل إليها.
عندما يصل الزائر إلى هذه المدينة، يلاحظ فورا عدة أشياء. ومن بين ما لاحظته هو أن الناس هنا عندهم طريقة جميلة في الخصام (وهل هناك شيء جميل في الخصام؟!). فعندما تتخاصم امرأتان مثلا، فإنهما تفعلان ذلك بأسلوب لطيف،ودون رفع للأصوات، ولا استعمال للكمات الجارحة، مما يحقق متعة للمشاهدين الذين يتحلقون حولهما، طالما أن هناك دائما جمهور يحب المشاهدة. وفي بعض الأحيان يتمنى المرء لو تدوم الخصومة أكثر لكي تكتمل المتعة.
لكن الأجمل في هذا هو أن هذه الطريقة توحي دائما بأن الصلح وشيك، والسلم على الأبواب.
وإلى اللقاء مع ملاحظة أخرى إن شاء الله.

بقلم: روبن هود