2013-12-16, 20:28
|
رقم المشاركة : 1 |
 إحصائية
العضو | | | 
|  تدريس الرياضيات والعلوم بالفرنسية : أين المشكل؟
|  |
تدريس الرياضيات والعلوم بالفرنسية : أين المشكل؟
Educpress.com | الأثنين 16 ديسمبر 2013
بقلم : هشام أجانا من انزكان
يبدو أن موضوع لغة تدريس الرياضيات والعلوم في بلدنا الحبيب أخذ من الوقت أكثر مما يستحق. هل كان علينا انتظار استطلاعات الرأي لمعرفة حقيقة ما يريده الشعب المغربي في مسألة لغة تدريس الرياضيات والعلوم؟ فأغلب مكونات الشعب المغربي ( مدرسون – مثقفون – اقتصاديون – اجتماعيون – موظفو القطاعات العمومية والخصوصية – … ) يرون الحل في الاشكال اللغوي بالمغرب هو اعتماد اللغة الفرنسية في تدريس الرياضيات والعلوم مع إعطاء الدعم اللازم للغة العربية في منظومة التربية والتكوين.
صحيح أن اللغة الانجليزية هي لغة العلوم والتكنولوجيا في الوقت الراهن، لكن علينا ألا نحلم كثيرا وأن نكون موضوعيين.
فتبني الانجليزية كلغة للتدريس مكلف جدا في الوقت الراهن، لا سياسيا ولا اقتصاديا ولا اجتماعيا. الأمر ينطبق كذلك على
اللغة العربية. فنحن دولة متخلفة اقتصاديا واجتماعيا وتعليميا، وبالتالي فتدريس الرياضيات والعلوم باللغة العربية بالتعليم
العالي صعب جدا في الوقت الراهن.
لست أدري كيف بنظام تربوي تعليمي كالذي عندنا بالمغرب يدرس المواد التالية بالفرنسية بالثانوي التأهيلي :
علوم المهندس – الاعلاميات – الاقتصاد – المحاسبة – علوم التدبير
تقنيات الكهرباء – تقنيات الميكانيك – تقنيات التواصل
بينما يقف الأمر فقط عند الرياضيات والفيزياء وعلوم الحياة والأرض، التي تدرس باللغة العربية.
لدي سؤال واحد فقط إلى المسؤولين وصناع القرار بالمملكة السعيدة، وهو كالآتي :
هل إذا تمت إضافة مواد الرياضيات والفيزياء وعلوم الحياة والأرض إلى المواد التي تدرس باللغة الفرنسية، وتم تدريس
المواد التالية بالعربية : اللغة العربية وآدابها – التاريخ – الجغرافيا – التربية على المواطنة – الفلسفة – الاسلاميات
مع جعل معامل اللغة العربية في جميع مراحل التعليم مرتفع ( مثلا معامل 6 للشعب العلمية والتقنية )، هل في هذه الحالة
نكون قد ارتكبنا جرما في حق اللغة العربية، لغة القرآن الكريم؟
إن أكبر جرم يرتكب في حق اللغة العربية هو ما يحدث اليوم حيث التلاميذ لا يعيرون اهتماما لهذه المادة بالسنة الختامية
للشعب العلمية والتقنية، وتجد في بعض الفصول الدراسية يقوم التلاميذ بإنجاز تمارين في الرياضيات والعلوم بدلا من
المادة التي تعتبر في نظرهم ثانوية.
في سياق آخر، وبالضبط في ما يخص الجدل القائم حول اعتماد الدارجة في التدريس بالتعليم الابتدائي، فإني أرى أن
اعتماد هذا الأمر يعد بمثابة انتحار تربوي للمنظومة التربوية وللغة العربية، وأن المسؤولين وصناع القرار يعلمون
أكثر من غيرهم أن هذا الأمر خطير جدا على المنظومة التربوية بالمغرب.
خلاصة القول، إشكالية لغة تدريس الرياضيات والعلوم سهلة جدا إلا لمن أراد تعقيد الأمور. إن المشاكل الحقيقية التي يجب أن يناقشها المهتمون بقضايا التربية والتكوين هي من قبيل :
الدعم المادي والمعنوي والنفسي للموظفين – الاكتظاظ – ضعف التحصيل الدراسي – العنف المدرسي – ضعف
البنيات التحتية والتجهيزات – ضخامة المقررات الدراسية – شلل في المناهج – عدم ملاءمة التكوين مع سوق
الشغل – الهدر المدرسي – إشكالية الخريطة المدرسية – ضعف بينات الاستقبال – التكوين المستمر – …. |
|
|
|  |