عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-02-07, 20:47 رقم المشاركة : 3
oustad
هيئة التشريع سابقا
مراقب عام سابقا
إحصائية العضو







oustad غير متواجد حالياً


افتراضي رد: لماذ أنتم ضد الليبرالية ؟


عفوا على التدخل.
لكن واجبي كأستاذ في مادة الفلسفة، وغيرتي على التفكير العقلاني، دفعني إلى هذه المشاركة، والتي أود من خلالها فضح مغالطات مقال موسى بن ذاكر الحربي، والتي يشن فيها حربا على الليبيرالية مدعيا أنه يعرفها حق المعرفة، وهو في الحقيقة جاهل بأبسط مقوماتها ومكوناتها، وتاريخها.
المقال يخلط بهدف وغرض في نفس يعقوب، بين الليبيرالية، والوجودية، واللادينية.وهو لا يميز بينها، ويخبط خبط عشواء بسبب إساءة الغرب الليبيرالي لشخص الرسول عليه السلام.
صحيح أن هناك الكثيرين ممن سمحوا لأنفسهم بالانعتاق والتحرر من الدين والأخلاق بدعوى الحرية الشخصية، وهي الكلمة التي تترجم إلى ليبيرتي وهي الأصل في تسمية الليبيرالية، لكن لا شأن للفكر الليبيرالي بهذا، وذلك لسبب بسيط، وهي أنها فكر ينتمي لفقه الحقوق الطبيعية وعلوم الاقتصاد؛ ورواده الأوائل في القرن السابع والثامن عشر، لا علاقة لهم باللادينية، أو الوجودية التي ظهرت في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.
ولا داعي لتكرار ما ورد في أحد المواضيع و أترككم مع الرابط إليه:

http://www.profvb.com/vb/t9701.html#post41468

إن الليبيرالية ظهرت مع روادها الأوائل أمثال جون لوك، و روسو. وبالخصوص مع الأول، والذي كان يدافع عن حرية الملكية والحرية الشخصية والتي لا تتعارض مع القرآن والسنة، على الأقل في حرية المعتقد حيث لا إكراه في الدين، حين يكون خارج دائرة الاسلام. كما لا يوجد تعارض بين الليبيرالية والاسلام في حرية الملكية.(ارجع إلى نصوصه بموضوع الرابط)
ويخالفها الاسلام في الاحتكار، والمعاملات الربوية. ولا شأن لها بالفكر الوجودي، والالحادي. لأن الليبيرالي، قد يكون مسيحيا أو يهوديا أو مسلما أو حتى بوذيا. وليس بالضرورة ملحدا، لأنها نظام فكري لا علاقة له بالدين، أكثر مما له من علاقة بالأنظمة الإقتصادية السائدة. لكن ماذا عسانا نفعل مع المكفرين، الذين يكفرون بقولهم هذا كل الحكام العرب لأنهم ذوو أنظمة ليبيرالية. وهو ما يوضح بشكل جيد، الغلو والتطرف في الدين، حين تنعدم المنزلة الوسطية بين هذا وذاك، أو حين يساء عن قصد أو غيره إلى الفكر الليبيرالي.

لا أروم الدفاع عن مذهب بعينه كالليبيرالية، ولو كنت فاعلا لدافعت عن الاشتراكية كذلك، أو الشيوعية، أو البوذية أيضا، لكنها كلها لا توافق منهاجنا الديني. لكن عز علي أن أرى تطفلا من صاحب المقال، على تخصص فلسفي،بالدرجة الأولى وأبقى صامتا.
واللهم لا مؤاخذة على ناقله.
إننا حين نحلل الدين الاسلامي، بهدف تقريبه ممن لا يعرفونه حق معرفته، من الغربيين، نجده قريبا من كل مذاهبهم. فنجده قريبا من الاشتراكية، بنبذ الاحتكار، وفرض زكاة العشر لكل المسلمين، ونهج الزهد ونبذ الاسراف والتبذير...
كما نجده قريبا من الليبيرالية التي تدعو إلى حرية الملكية كأساس الحقوق، وهو حق لا ينبني فيها على غصب ممتلكات الغير، وإنما أساسه الشغل.
يقول جون لوك: فرق كبير بين الماء وهو يجري في النهر وبين الماء وهو في القرب.
الأول ملك للجميع. لكن من ذا الذي يشك في أن الماء بالقرب، هو ملك لمن استقاه، لأنه بذل فيه جهدا وانضاف إليه مجهود عمله...
هذا مجرد توضيح، وأشهد ألا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، ولا حول ولاقوة إلا بالله، حين يلحق التشويه ثوابت الفكر الانساني.
والسلام.
تحيتي ومودتي للجميع.






التوقيع

هدية لسعيدة السعد، وفضيلة الفضل، ألف مبروك على الشفاء.
http://www.youtube.com/watch?v=g-i3X...eature=related

لِأَجْلِكِ الرُّشْدُ، شِعِرٌ جابِرُ *****عقْلٌ رَزانٌ، وفِكْرٌ عامِرُ.


صَدْعًا بِحَقٍّ، بِصَوْتٍ جاهِرُ *****صُبْحًا بِجِدٍّ، وَ ليْلًا ساهِرُ.

بِنْتُ الرّشيدِ ابنِ رُشْدَ سُلالةً*****أيْ، جودُ عِلْمٍ، حِجاجٌ باهِرُ.

~ La Femme est un homme amélioré ~
آخر تعديل oustad يوم 2010-02-07 في 21:00.
    رد مع اقتباس