عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-02-11, 07:02 رقم المشاركة : 1
aboukhaoula
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية aboukhaoula

 

إحصائية العضو









aboukhaoula غير متواجد حالياً


وسام المشاركة في دورة HTML

وسام المشاركة

وسام المركز الثاني في مسابقة نتخلق بخلقه لنسعد بقر

وسام المركز الثاتي في  المسابقة االرمضانية الكبرى

وسام المراقب المتميز

c2 إذا رأيت ما يعجبك فلا تقل............


إذا رأيت ما يعجبك فلا تقل ما شاء الله ،تبارك الله بل قل ...


الحمد لله ربالعالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ...أما بعد :


قال النبي صلى الله عليه وسلم : العين حق ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين([1])،وقد أرشد عليه الصلاة والسلام إلى الطريقة المثلى لكف شر العين إذا ما رأى الإنسان ما يعجبه وسنذكر هذه الطريقة بعدأن نذكر أولاً الخطأ الذي وقع فيه أغلب الناس اليوم عندما يرون ما يعجبهم فإنهم يبادرون لقول عبارات منها :
ماشاء الله
تبارك الله
لا إله إلا الله
اللهم صلي على محمد
ماشاء الله لا قوةإلا بالله
تبارك الرحمن
وكل هذه العبارات لا يصح استعمالها لدفع شر العين فقد روى ابن ماجة عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال ( مر عامر بن ربيعة بسهل بن حنيف ، وهو يغتسل فقال : لم أر ك اليوم ، ولا جلد مخبأة([2]) فما لبث أن لبط([3]) به ، فأتي به النبي صلى الله عليه وسلم فقيل له : أدرك سهلا صريعا ، قال " من تتهمون به " قالوا عامر بن ربيعة ، قال : " علام يقتل أحدكم أخاه ، إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه ،فليدع له بالبركة" ثم دعا بماء ، فأمر عامرا أن يتوضأ ، فغسل وجهه ويديه إلى المرفقين، وركبتيه وداخلة إزاره ، وأمره أن يصب عليه)).
قلت:وجه النبي صلى الله عليه وسلم من رأى شيئاً أعجبه إلى أن يدعو له بالبركة قال المناوي:بأن يقول اللهم بارك فيه([4]).اهـ
فإذا تقرر أن الإنسان إذا رأى شيئاً أعجبه دعا له بالبركة يتضح بلا أدنى شك أن ما درج على ألسنة كثير من الناس من الصيغ التي يراد منها كف أذى العين هي صيغ خاطئة لا دليل عليها.
والعبارات التي ذكرنها كلها عبارات ثناء على الله سبحانه لا دعاء بالبركة كما هي السنة؛فعبارةتبارك الله أو تبارك الرحمن هي عبارة ثناء على الله جل جلاله وأما [ماشاء الله ] أيما أراد الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ليس فيها دعاء بالبركة ومثله هذا يقال في كلمة التوحيد و عبارة ماشاء الله لا قوة إلا بالله فهي أُخذت من قوله تعالى في سورة الكهف {وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ...}فليس فيها أنه يقول هذاكي لا يحسد ويعين جنته إنما لكي يعترف بأن هذه النعمة والخير الذي فيه من الله و أن لا يغتر بنفسه ويظن أنه هو الذي جلب لنفسه هذا الخير ، قال القرطبي:" لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ" أي ما اجتمع لك من المال فهو بقدرة الله تعالى وقوته لا بقدرتك وقوتك.اهـ
وإن كانت هذه العبارات هي عبارات مباركات إلاأنه لا يصح إيرادها كدعاء بالبركة للشيءالذي أعجب به الإنسان ويخاف أن يحسده.
وفي الحديث الذي مر معنا الطريقة الشرعية لعلاج العين وذلك بأن يتوضأ العائن فيغسل وجهه ويديه إلى المرفقين ، وركبتيه وداخلة إزاره ويؤخذ ماء وضوءه هذا ويصبه على المصاب.
قال الإمام ابن عثيمين رحمه الله تعالى :
وفي حالةوقوعها(أي الإصابة بالعين) تستعمل العلاجات الشرعيةوهي :
1- القراءة : فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : "لا رقيه إلا من عين أو حمة" . وقد كان جبريل يرقي النبي ، صلى الله عليه وسلم فيقول: "باسم الله أرقيك،من كل شيء يؤذيك ، من شر كل نفس أو عين حاسد ، الله يشفيك ، باسم الله أرقيك" .
2- الاستغسال: كما أمر به النبي ، صلى الله عليه وسلم ، عامر بن ربيعةفي الحديث السابق ثم يصب على المصاب.
أما الأخذ من فضلاته العائدة من بوله أو غائطه فليس له أصل، وكذلك الأخذ من أثره ، وإنما الوارد ما سبق من غسل أعضائه وداخلة إزاره ولعل مثلها داخلة غترته وطاقيته وثوبه والله أعلم .
و التحرز من العين مقدماً لا باس به ولا ينافي التوكل بل هو التوكل؛ لأن التوكل الاعتماد على الله -سبحانه - مع فعل الأسباب التي أباحها أو أمر بهاوقد كان النبي ، صلى الله عليه وسلم ، يعوذ الحسن والحسين ويقول: "أعيذكما بكلماتالله التامة من كل شيطان وهامة ، ومن كل عين لامة" ويقول : هكذا كان إبراهيم يعوذإسحاق وإسماعيل عليهما السلام. رواه البخاري.([5])
وبهذا النقل يحصل المقصود من هذا المقال وهو إرشاد المسلمين لاستعمال الصيغةالشرعية عندما يرون ما يعجبهم حتى لا يؤذوا إخوانهم المسلمين وعلى العائن أن يتعاونمع المصاب أو أهله إذا ما طُلِبَ منه الاغتسال .
هذا وصل اللهم علىمحمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً

------------------------
([1]) رواه مسلم .
([2]) الجارية فيخدرها لم تتزوج بعد.
([3]) أي صُرعوسقط .
([4]) التيسيربشرح الجامع الصغير 1/194 .
([5]) فتاوىأركان الإسلام ص132_133.





آخر تعديل aboukhaoula يوم 2010-02-11 في 07:10.
    رد مع اقتباس