الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > المنتديات العامة والشاملة > المنتدى الإسلامي


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2014-02-17, 21:12 رقم المشاركة : 11
سليمـــة
مشرفة منتدى التعليم الإبتدائي
 
الصورة الرمزية سليمـــة

 

إحصائية العضو







سليمـــة غير متواجد حالياً


وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام المشارك مسابقة الأستاذ الرمضانية

وسام المشارك في المطبخ

وسام المسابقة الترفيهية المرتبة 3

افتراضي رد: هل تريد ان يجبك الله ؟؟؟عليك بهذا المنهج


ان الله يــحب التوابيـــن ويحب المتطــهرين



حُبُّ التَّوابين و يحبُّ المتطهرين
خرج النبى على أصحابه ذات يوم وهم يتحدثون عن أنبياء الله السابقين وكان أصحابه ملهمين فما تحدثوا به هو الحقيقة التي اختارها الله ونزلت في كتابه المبين فقال بعضهم


( عَجَباً إنَّ الله عزَّ وجلَّ اتّخَذَ مِنْ خَلْقِهِ خَلِيلاً اتَّخَذَ مِنْ إِبْرَاهِيمَ خَليِلاً وَقالَ آخَرُ: مَاذَا بِأَعْجَبَ مِنْ كَلاَمِ مُوسَى كَلَّمَهُ تَكْلِيماً وقَالَ آخَرُ: فَعِيسَى كَلِمَة ُالله وُروحُهُ وَقالَ آخَرُ: آدَمُ اصْطَفَاهُ الله.- فسمع الحبيب وهو في داره هذا الحوار فانشرح صدره وارتاح فؤاده لأنه علم أنهم يستكنهون الغيوب ويستلهمون العلوم من حضرة علام الغيوب عزَّ وجلَّ وهذا هو المطلوب فخرج عليهم فَسَلَّمَ وقال : «قَدْ سَمِعْتُ كَلاَمَكُمْ وَعَجَبَكُمْ إنَّ إِبْرَاهِيمَ خَليلُ الله وَهُوَ كَذَلِكَ، وَمُوسَى نَجِيُّ الله وَهُوَ كَذَلِكَ وَعِيسَى رُوحُ الله وَكَلِمتُهُ وَهُوَ كَذَلِكَ وآدَمُ اصْطَفَاهُ الله وَهُوَ كَذَلِكَ أَلاَ وَأَنَا حَبِيبُ الله وَلاَ فَخْرَ)[1]


فمقام المحبوبية أغلى ما نحرص عليه وأثمن ما نقدم كل غالٍ وكل ضنين في سبيله لأننا نتمنى جميعاً أن نفوز بمحبة الله حتى نكون من أهل وراثة حبيب الله ومصطفاه صلَّى الله عليه وسلَّم ومن فضل الله علينا ومن كرمه لنا أجمعين أنه فتح لنا أبواباً لا عد لها كل باب منها إذا دخله الإنسان وصدق فيه يكون نصيبه أن يحبه الله والذي يريد أن يحبه الله ماذا يفعل؟هناك أبواب كثيرة لذلك لكن الباب الأعظم والذي عليه المدار والذي هو أُسّ حياة الصالحين والأخيار والأبرار فلا يستغني عنه واصل ولا يستطيع أن يتركه عارف أو متمكن هذا الباب يقول فيه الكريم الوهاب عز وجل

[إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ]

من الذي يريد أن يحبه الله ؟هذا هو الباب أن يكون من التوابين أو من المتطهرين لأنه كلام الله وقد بدأ الله كلامه بـ "إن" للتأكيد وإن كان كلام الله كما نعلم جميعاً هو كلام أكيد لأنه كلام الحميد المجيد عز و جل " التوابين والمتطهرين" ومن لطف الله بنا وإكرامه لنا أنه لم يقل أن الله يحب التائبين لأن كلمة التائبين تعني أن التوبة مرة واحدة ويُغلق الباب لكن " التوابين" بصيغة المبالغة معناها أن باب التوبة مفتوح فكلما أذنب العبد ورجع إلى الله وجد الله فرحاً به ويخلع عليه ثياب محبته المهم أن يدّثر دائماً بلباس التوبة والظالم لنفسه هو الذي يظن أنه تجاوز مقام التوبة ولم يعد له نصيب في التوبة فيشتغل بأمر آخر ولا يرجع للتوبة والتوبة لا تفارق أي مقام ولا أي درجة ومنزلة لأن الحبيب الأعظم صلَّى الله عليه وسلَّم كان يقول فيها

{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اسْتَغْفِرُوا الله وَتُوبُوا إِلَيْهِ فَإني أَسْتَغْفِرُ الله وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ أَوْ كُلَّ يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ أَوْ أَكْثَرَ مِنْ مِائَةِ مَرَّةٍ }[2]

وأرجو أن يلفت إخواني أنظارهم إلى هذا الحديث ويفهموه بعقل حثيث فإن أغلب الخلق فهموا من الحديث أن يستغفر الله في اليوم مائة مرة والحديث لم يشر إلى ذلك فقط ماذا قال حبيبي وقرة عيني ؟ اسمعوا وعوا: أيها الناس توبوا إلى الله – وهذا شق- واستغفروه – وهذا شق آخر- ثم بين فعله وحاله فقال : فإني أتوب إلى الله عزَّ وجلَّ – وهذا شق- وأستغفره في اليوم مائة مرة فالتوبة غير الاستغفار لأن الاستغفار عمل من أعمال الجوارح أو من أعمال القلب يتوجه به العبد إلى مولاه يستغفر الله عزَّ وجلَّ وله بكل استغفار عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف ويزيد الله لمن يشاء لكن التوبة لها أركانها ولها أحوالها ولها جمالاتها التي يجب على التائب أن يتجمل بها ليحبه الله فإن الله لم يقل إن الله يحب المستغفرين وإنما قال

[إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ]

صحيح أن التوبة في كل مقام من مقامات السير والسلوك إلى حضرة الله عزَّ وجلَّ لها معناها ولها أحوالها ولها متعلقاتها لكنها توبة فمن الناس من يتوب من سيئاته ومن الناس من يتوب من طاعاته ومنهم من يتوب من غفلاته ومنهم من يتوب من وجوده ومنهم من يتوب من شهوده أحوال عالية ومقامات راقية والتوبة لا تفارق كمل الصالحين طرفة عين ولا أقل حتى المقام الأعظم الذي فيه الحبيب الأكرم يبين سر هذه التوبة التي يتوبها فيقول صلَّى الله عليه وسلَّم في مقامه

{إنَّهُ لَـيُغَانُ علـى قَلْبِـي وإنِّـي لأَسْتَغْفِرُ الله فـي الـيومِ مِائَةَ مَرَّةٍ } [3]

وهذا حديث آخر غير الحديث الأول يبين لماذا يتوب إني ليغان على قلبي فاستغفر الله عزَّ وجلَّ وأتوب إليه في اليوم سبعين مرة أحد الصالحين قال: تحيرت في هذا الحديث وقلت في نفسي وما الغين الذي يغان به على قلب رسول الله ؟ وكلمة الغين يعني الغطاء فنحن قد يغطي على قلوبنا الشهوات أو الحظوظ والأهواء أو الأوزار فقد بين الحبيب حالنا وقال في شأننا

{إِنَّ الـمؤمنَ إِذَا أَذْنَبَ ذنباً كانتْ نُكْتةً سوداءَ فـي قَلْبِهِ فَإِنْ تابَ ونَزَعَ واسْتَغْفَرَ صُقِلَ مِنْهَا قَلْبُهُ فَإِنْ عادَ زَادَتْ حَتَّـى يَعْلَقَ بِهَا قَلْبُهُ فذلكَ الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَ الله عزَّ وجلَّ فـي كِتَابِهِ}[4]

يعني الغطاء ثم تلى قول الله

[ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ]

فالران أو الغطاء الذي على قلوبنا سببه الذنوب كلما أذنب العبد ذنباً كان نكتة سوداء على قلبه ونكتة مع نكتة مع نكتة يكون الران أو الغطاء فيحجب العبد عن أنوار ذي الجلال والإكرام فيكون في الغفلة أو في وادي التيه أو في أرض القطيعة أو في مهاوي العصيان المهم أنه يكون في بعد عن حضرة الله لأن الوصلة التي بينه وبين مولاه غطاها بالذنوب التي ارتكبتها نفسه ولم يتب منها إلى حضرة الله عزَّ وجلَّ في هذه الحياة لكن رسول الله ليس له ذنوب والله هو الذي شهد بذلك وقال في كلامه المكتوب

[ليَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ]

فاحتار الرجل الصالح ما الذي سيتوب منه رسول الله ؟ فالصغار يتوبون من الذنوب ومن تاب وأناب وسلك طريق الأوبة إلى حضرة التواب وأخذ يتعبد ويتقرب بالنوافل لمولاه قد يتوب من تقصيره في الطاعات فلا يوجد من يستطيع أن يعبد الله حق عبادته حتى الملائكة الذين خلقهم الله فمنهم الراكع أبدا ومنهم الساجد أبدا ومنهم الذاكر سرمداً يقوم الساجدون يوم القيامة من سجدة واحدة منذ أن خلقهم الله وهم سجود فيها فيقولون سبحانك ما عبدناك حق عبادتك فمن منا يا إخواني من يعبد الله حق عبادته؟ إذا فهو يتوب من التقصير كحال أصحاب البشير ****** صلَّى الله عليه وسلَّم كما أخبر الله عنهم وقال في شأنهم

[كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ]

ستغفرون من رؤية التقصير في الطاعات لأنهم رأوا أنفسهم لا يستطيعون الإخلاص كل الإخلاص ولا الصدق كل الصدق ولا التوجه بالكلية بحضور الأرواح والقلوب والأجسام والهمم كلها في مناجاة رب البرية عند طاعته وعبادته عزَّ وجلَّ ومن يستطيع ذلك أحد الصالحين وقع في ذنب فخرج سائحاً في صحراء المقطم وهو يردد ويقول :

من ذا الذي ما ساء قط ... ومن له الحسنى فقط
فسمع قائلاً يقول:
محمد الهادي الذي ... عليه جبريل قد هبط
فلا يوجد غيره لكن الباقين كلهم ذنوب وعيوب وظلمات وأوزار ومنهم من يتوب من نسبة الطاعات إلى نفسه لأنه لو رأى نفسه أنه عبد أو فعل ولم ينظر إلى توفيق الله ومعونة الله وحول الله وطول الله فهذا ذنب يحاسب عليه الله جل في علاه لأنه أمرنا أن نقول في كل ركعة من ركعات الصلاة مقرين ومعترفين [إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ] نستعين على العبادة بقوة الله وحول الله وطول الله فلو تخلى الله بعنايته ومعونته عنا طرفة عين هل يستطيع واحد منا أن يقول سبحان الله ؟ من يستطيع بدون معونة من مولاه هل يستطيع أن يكيف جهازه ونفسه ويقف بين يدي الله ويتجه إلى القبلة ويستحضر ألفاظ الصلاة وكلمات الحمد لله رب العالمين ويناجي بها مولاه ؟ كيف بغير معونة من الله وحول من الله وقوة من الله ؟ ولو تُرك الإنسان ومهارته وشطارته وتخلت عنه القوة الإلهية والمعونة الربانية ماذا يفعل؟لن يستطيع أن يفعل قليلاً ولا كثيراً بل إنه لن يستطيع أن يحرك قدماً أو يرفع إصبعاً أو يطرف طرفة أو ينطق اللسان منه بكلمة لأن كل ذلك لا يتحرك إلا بأمر من يقول للشيء كن فيكون ولذلك فإن هؤلاء الذين يزعمون أنهم يعبدون الله بأنفسهم وأنهم هم الذين يعبدون ويطيعون ربما يختبرون يوم الدين في قول الله

[وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ]

أنه لا معونة هناك فكيف يسجد؟ وكيف يعبد الله؟ ويلزم للإنسان الذي وصل لأعلى درجات العبادة أن يتوب من نسبة العبادة إلى ذاته ومن المباهاة بها ومن الفخر بفعلها لأنه يرى أن الفاعل هو الله ويكفيه شرفاً وفخراً أن الله أجرى عليه حركات العبادات وجعله محلاً للوقوف بين يدي الله فيكفيني فخراً أن يوقفني بين يديه ويوجهني لمناجاته بكلامه أو يأخذني إلى بيته ويهيئ لي الأسباب لأطوف حول حضرته وأنا أطوف حول بيته المبارك ماذا لي في ذلك كله إلا معونة الله وتوفيقه كل ما ذكرناه هي مقامات في التوبة يتوب منها الصالحون ومنهم كذلك من يتوب من وجوده بالكلية لأن الإنسان إذا رأى لنفسه وجود مستمد من ذاته فقد وقع في شرَك في التوحيد لله عزَّ وجلَّ فنحن نستمد منه القوة ونستمد منه الحياة ونستمد منه القدرة ونستمد منه الإرادة ونستمد منه العلم ولولا ذلك ما استطاع واحد منا أن يصنع بنفسه أو بجسمه شيئاً قليلاً أو كثيراً ولذلك يروى أن رجلاً من الصالحين دخل مسجد فوجد إخوانه السابقين في العبادة والطاعة يرون أنفسهم على غيرهم فوقف بينهم عند إقامة الصلاة وقال بصوت ليسمعهم الحقيقة "بك... لك.... أصلي" وبك يعني بقوتك ومعونتك وتوفيقك لك أصلي
علمت نفسي أني كنت لا شيء فصرت لا شيء في نفسي وفي كلي
به تنزه صرت الآن موجـوداً به وجودي وإمدادي به حـولي
ومن أنــا عدم الله جملنى فصرت صورته العليا بلا نيل
فهناك من يتوب من طاعاته وهناك من يتوب عن وجوده وهناك من يتوب من شهوده وهناك حتى من يتوب من التوبة إذا رأى نفسه هو الذي تاب ومثل هذا يحتاج أن يراجع نفسه بين يدي الكريم الوهاب – ويقول في ذلك رجل للسيدة رابعة العدوية : إني إرتكبت ذنوباً كثيرة فهل لو تبت يتوب الله عزَّ وجلَّ عليَّ قالت: لا بل لو تاب الله عليك لتبت قال:وما الدليل؟قالت: قول العزيز الحكيم [ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ] كيف يتوب عليهم ليتوبوا؟وما الذي يجعل الإنسان يتوب إلى الله؟إن القلب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبه كيف يشاء فالخواطر التي تتوارد على القلب من الذي يرسلها ويمررها عليه؟ هو الله عزَّ وجلَّ فإذا مرر على قلبي خواطر طيبة شعرت بها أنني قصرت أو أنني أخطأت أو أنني غفلت هنا تتحرك نفسي ويتحرك جسمي للرجوع إلى الله والتوبة إلى الله سبحانه وتعالى إذاً الفضل في هذه التوبة لمن؟ لمن أورد عليَّ الخواطر الإلهية التي أشعرتني وجعلتني أجزم أنني غير طبيعي وأنه يجب عليَّ أن أرجع إلى الله عزَّ وجلَّ إذاً البداية من الله لكن هل أنا الذي آتي بالخواطر إلى قلبي وأمررها عليه إن الخاطر من الله وكم في الوجود من يرتكب الذنوب ويفتخر بها بين أقرانه ويرى أنها ليست عيوب بل أحياناً يتباهى بها ويتفاخر بها بين الأنام وهذا لشدة غضب الله عزَّ وجلَّ وسخطه عليه ولذلك قال حبيبي وقرة عيني صلَّى الله عليه وسلَّم

{يَا أَبَا ذَرَ إِنَّ المُؤْمِنَ يَرى ذَنْبَهُ كَأَنَّهُ تَحْتَ صَخْرَةٍ يَخَافُ أَنْ تَقَعَ عَلَيْهِ وَالْكَافِرُ يَرى ذَنْبَهُ كَأَنَّهُ ذُبَابٌ يَمُرُّ عَلى أَنْفِهِ}[5]

فالثاني لم يتوب ؟ فإنه لا يرى ذنبه أما الأول قد لا ينام ولا يذوق طعام ولا يشعر بأي حلاوة على مدى الأيام إذا قال كلمة أحزنت شخصا حتى يعلم أن هذا الشخص قد رضي عنه أو أخذ حقاً من عبد من عباد الله ولم يرده إليه ما الذي يشعر القلب بالوجل والخوف؟ الله عزَّ وجلَّ هو الذي يقول

[فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا]

هو الذي يورد هذه الموارد على النفس فالرجل الصالح عندما احتار في أمر النبي المختار لما تحدث عن نفسه وقال ( فى الحديث الذى مرَّ ذكره )

{ إنَّهُ لَـيُغَانُ علـى قَلْبِـي وإنِّـي لأَسْتَغْفِرُ الله فـي الـيومِ مِائَةَ مَرَّةٍ }

قال: نمت وأنا في حيرة من هذا الحديث وإذا برسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يأتيه في المنام ويقول له : غين الأنوار لا غين الأغيار ما هو غين الأنوار؟ سيدنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في كل نفس له درجات ومقامات لا يعلمها إلا رفيع الدرجات عزَّ وجلَّ فكلما ارتقى إلى مقام رأى أن المقام الذي كان فيه كان غواش أو حجاب حجبه عن الله عزَّ وجلَّ أو عن جمال من جمالات الله أو عن كمال من كمالات سيده ومولاه فيتوب من المقام الذي كان فيه عندما يدخل هذا المقام الذي يقيمه مولاه عزَّ وجلَّ فيه إذاً فإنه لا يتوب من الذنوب أو من الأوزار أو من الغفلة وهل غفل عن الله طرفة عين أو أقل؟ لم يحدث حتى ما حدث له في الصلاة لم يكن نسياناً أو سهوا بمعنى النسيان والسهو المتعارف عليه والموجود في أذهان كثير من الخلق ولذلك قال صلَّى الله عليه وسلَّم في شأنه{ إِنِّي لأَنْسَى أَوْ أُنَسَّى لأَسُنَّ}[6]

لماذا؟ليسَّن لنا سجود السهو لأنه لو لم يحدث فممن سنتعلم سجود السهو إذا لم يفعله سيد الأولين والآخرين؟ وهو الذي قال
{ صلُّوا كما رَأَيْتُـمُونـي أُصَلِّـي}[7]
فسهوه ليس كسهونا وإنما كما قال الرجل الصالح:
يا سائلي عن رسول الله كيف سها ... والسهو من كل قلب غافل لاه
قد غاب عن كل شيء سره فسهى ... عما سوى الله فالتعظيم لله
سها عما سوى الله – سها بجمال مولاه عن جميع خلق الله وهو العبد الأكمل الذي لا يغيبه الجمال ولا الكمال عن الخلق طرفة عين ولا أقل لأنه مقام الحبيب الأكمل ومثلنا قد يغيب عن الله لحظات وليس هناك ما يمنع ذلك لكن رسول الله مقامه مقام العبد الأكمل الفارق الجامع فمع الخلق يرونه في وسطهم كأنه أحدهم ومع الحق لا يغيب عن حضرته طرفة عين ولا أقل لأنه صاحب المشهدين وصاحب المقامين وصاحب العينين ولذلك يقول

{ مَا مِنْ أَحَدٍ يُسَلِّـمُ عَلَـيَّ إِلاَّ رَدَّالله عَلَـيَّ رُوحِي حَتَّـى أَرُدَّ عَلَـيْهِ السَّلاَمَ }[8]

من أين يردها؟ من الحضرة لأنها في السدرة مشغولة بالحضرة ولا يوجد نفس إلا وهناك مسلمين يسلمون على سيد الأولين والآخرين إذاً هو في حضور تام مع الحق وفي تواصل تام مع الخلق لأنه الإمام الجامع الأعظم صلَّى الله عليه وسلَّم لا يبغي هذا على ذاك ولا ذاك على هذا

[مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ]

فهو البرزخ الذي جمع الله فيه البحرين، بحر الحقيقة وبحر الشريعة فهو في اكمل التواصل مع مولاه وهو كذلك مع خلق الله يرونه كأحدهم حتى يقول قائلهم

[وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ]
[أَبَشَراً مِّنَّا وَاحِداً نَّتَّبِعُهُ]


إنه لا يختلف عنا في شيء في حين أنه لا يغيب عن مولاه وعن جمال وكمال مولاه بعين بصيرته طرفة عين ولا أقل وهذا هو الكمال الأعظم الذي كان عليه الحبيب الأعظم صلَّى الله عليه وسلَّم والكمال لانهاية له وكلما ارتقى في درجات الكمال وفي مقامات الوصال من لدن الواحد المتعال ينظر إلى الدرجة التي كان فيها فيستغفر الله منها ويتوب إلى الله عزَّ وجلَّ من رؤيتها أو الوقوف عندها عن حضرته عزَّ وجلَّ لأنه كما قال الله في شأنه

[ مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى ]

وبمعنى بسيط فلم يشغله مقام عن الله طرفة عين ولا أقل فيتوب إلى الله ويستغفر الله تنزيهاً لله أن يكون المقام الذي كان فيه شغله عن مولاه طرفة عين لأنه لا ينشغل إلا بـالله في الدنيا والآخرة





[1] سنن الترمذى عن ابن عباس وتمامه (وأنَا حَامِلُ لِوَاءِ الْحَمْدِ يَوْمَ القِيَامَةِ وَلاَ فَخْرَ، وَأَنَا أَوَّلُ شَافِعٍ وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ يَوْمَ القِيَامَةِ وَلاَ فَخْرَ، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ يُحَرِّكُ حِلَقَ الْجَنَّةِ فَيَفْتَحُ الله لِي فَيُدْخِلُنِيهَا وَمَعِي فُقَرَاءُ المُؤْمِنِينَ وَلا فَخْرَ، وَأَنَا أَكْرَمُ الأَوَّلِينَ وَالآخَرِينَ وَلاَ فَخْرَ ))
[2] جامع الأحاديث و المراسيل ، عن أَبي بردةَ عن الأَغر
[3] سنن البيهقى الكبرى عن الأَغَرِّ الـمُزَنِـيِّ ورواه مسلـم فـي الصحيح عن يحيـى بن يحيـى وأبـي الربـيع الزهرانـي.
[4] صحيح ابن حبان عن أبي هريرة
[5] جامع الأحاديث و المراسيل والديلمى عن أَبي ذَرَ وتمامه (يَا أَبَا ذَرَ كُنْ لِلْعَمَلِ بِالتَّقْوٰى أَشَدَّ اهْتِمَاماً مِنْكَ بِالْعِلْمِ، يَا أَبَا ذَرَ إِنَّ الله إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَيْراً جَعَلَ الذُّنُوبَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ مُمَثَّلَةً ._ الحديث أعلاه._ ، يَا أَبَا ذَرَ لاَ تَنْظُرْ إِلٰى صِغَرِ الْخَطِيئَةِ، وَلٰكِن انْظُرْ إِلٰى عِظَمِ مَنْ عَصَيْتَ، يَا أَبَا ذَرَ لاَ يَكُونُ الرَّجُلُ مِنَ المُتَّقِينَ حَتَّى يُحَاسِبَ نَفْسَهُ أَشَدَّ مِنْ مُحَاسَبَةِ الشَّرِيكِ لِشَرِيكِهِ، فَيَعْلَمَ مِنْ أَيْنَ مَطْعَمُهُ، وَمِنْ أَيْنَ مَشْرَبُهُ، وَمِنْ أَيْنَ مَلْبَسُهُ؟ أَمِنْ حِلَ ذٰلِكَ، أَمْ مِنْ حَرَامٍ؟».
[6] موطأ الإمام مالك : (222)
[7] رواه البخاري فـي الصحيح عن مـحمد بن الـمُثَنَّى عن عبد الوهاب و عن أبي سلـيـمانَ مالكُ بن الـحويرث فى سنن البيهقى الكبرى .
[8] الفتح الكبير عن أبـي هريرة وأبو داوود و البيهقى فى الدعوات المبير.





التوقيع





    رد مع اقتباس
قديم 2014-02-17, 21:12 رقم المشاركة : 12
سليمـــة
مشرفة منتدى التعليم الإبتدائي
 
الصورة الرمزية سليمـــة

 

إحصائية العضو







سليمـــة غير متواجد حالياً


وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام المشارك مسابقة الأستاذ الرمضانية

وسام المشارك في المطبخ

وسام المسابقة الترفيهية المرتبة 3

افتراضي رد: هل تريد ان يجبك الله ؟؟؟عليك بهذا المنهج




الــــــــــــــــتوبه


دوام التوبة

التوبة مقام عظيم يجب على كل مؤمن كريم أن يجعل له نصيباً فيه طالما كان في العمر بقية ولا يوجد واحد من المقربين أو من الواصلين أو من العارفين يترك مقام التوبة طرفة عين ولا اقل بل إن التوبة تلازم جميع المقامات لكن كما قلت بحسب المقام الذي أنا فيه تكون التوبة وحتى ينال الإنسان بالتوبة حب الله شرطها أن تتغير أحوال التائب من الأحوال التي كان عليها إلى الأحوال التي يحبها الله ولكن يقول إني تبت وهو على ما هو عليه لا ينفع والدكتور عبدالحليم محمود رحمة الله عليه كان له تعليق لطيف في هذا الموضوع قال فيه: بدأ الإمام القشيري تراجمه (وتراجم يعني سير الصالحين) بسيرة إبراهيم بن أدهم والفضيل بن عياض وغيرهم ممن كانوا في أوحال الذنوب حتى يفتح الباب للمريدين ويبسط المقام للمحبين ليعلموا أن الله عزَّ وجلَّ إذا شاء يبدل السوء بحسنات وكان إبراهيم بن أدهم ابن ملك خوارزم في بلاد فارس وخرج يوماً للصيد وبينما هو يركب فرسه ويجري وراء أرنب بري لصيده إذا بالسرج ينطق ويقول: يا إبراهيم ألهذا خلقت؟ أم بهذا أمرت؟ وذلك حتى نعلم أن التوبة تأتي من الله وإذا أراد الله فلا مرد لقضاء الله فنزل من على الفرس وقد وجد حارساً يعمل عند أبيه فأعطاه بزته أي بدلة الأمراء وملابسه وسلاحه ولبس حلته وهاجر إلى أرض الشام وبدأ توبته إلى الله وله من الأحوال الخارقة والكلمات الصادقة ما تتحير فيه العقول ولا وقت لسرد ذلك الآن لكن حبذا لو اطلعتم على سير هؤلاء الرجال فقد قال أحد الحكماء: حكايات الصالحين جند من جنود الله تسوق المؤمنين إلى حضرة الله جل في علاه وقد استنبط ذلك من كتاب الله فلماذا قص الله قصص الأنبياء والمرسلين؟ [لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ] وكذلك الفضيل بن عياض هو الرجل الذي ذهب إليه هارون الرشيد في مكة ليستأذنه في زيارته فرفض ماذا كانت بداية أمره؟كان قاطع طريق وله عصابة يرأسها وفي يوم ذهبوا للسطو على منزل ووقف على سطح المنزل يوجههم فسمع قارئاً يقرأ قوله تعالى [أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ] فخارت قواه وجلس في مكانه وقال: "آن يا رب"وخرج تائباً وذهب إلى مكة وظل حتى استأذن الرشيد عليه ليزوره فلم يأذن له فلماذا سرد القشيري هذه الحكايات ؟لأن التوبة هنا صاحبها بدل حاله وغير وضعه لأن شرط التوبة أولاً أن يندم على ما فعل ويشعر قلبه بالوجل والخوف من الله وأن يقلع عن الذنب فوراً لكن يتوب ثم يرجع للذنب إن هذا استهزاء بحضرة الربوبية لكن عليه أن يقلع فوراً عن الذنب ويعزم عزماً أكيداً أن لا يرجع إلى هذا الذنب مرة أخرى إذا كان هذا الذنب بينه وبين مولاه أما إذا كان هذا الذنب حقاً من حقوق العباد فلا بد أن يرده إلى صاحبه إن كان مالاً وصاحبه حي أو له ورثة فعليه أن يرده له أو لورثته وإن كان لا يعرف أين ذهب ولا يعرف له ورثة فيتصدق عنه وإن كان اغتابه في مجلس فلا بد أن يمدحه ويثني عليه في نفس المجلس حتى تُذهب الحسنات السيئات مصداقاً لقول الله [إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ] فكل مجلس قدحه وذمّه فيه يسارع إلى مدحه والثناء عليه فيه ليكفر هذا الذنب الذي فعله وكان أحد الصالحين حاكماً لولاية من ولايات العراق ورزقه الله نضرة الصالحين وأسرار المقربين وعندما وافته المنية أخذ يبكي بكاءاً شديداً فسألوه لم تبكي؟ قال: والله ما أبكي لذنب فما فعلت ذنباً قط قالوا: إذاً لم تبكي؟ قال: لأني أخذت درهماً غصباً من رجل وأنا في ولايتي فبحثت عنه سنين فلم أجده فتصدقت عنه بألوف ولكني أخــاف أن يطالبني صاحب هذا الدرهم بدرهمه يوم القيامة وهذه هي أحوال العارفين فهل تريد أن تكون من الصالحين و العارفين وأنت تأكل حقوق العباد والمساكين هنا وهناك؟ لا يجوز هذا ولكن يجب أن نمشي خلف رسول الله فإن الحبيب صلَّى الله عليه وسلَّم بذاته وقف قبل المعركة بين أهله وأحبابه وأتباعه وقال لهم

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِني قَدْ دَنَا مِني حُتُوفٌ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِكُمْ فَمَنْ كُنْتُ جَلَدْتُ لَهُ ظَهْرَاً فَهذَا ظَهْرِي فَلْيَسْتَقِدْ مِني ، أَلاَ وَمَنْ كُنْتُ شَتَمْتُ لَهُ عِرْضَاً فَهٰذَا عِرْضِي فَلْيَسْتَقِدْ مِني وَمَنْ كُنْتُ أَخَذْتُ لَهُ مَالاً هذَا مَالِي لِيَسْتَقِدْ مِني }[1]

ذا كان رسول الله الأعظم صلَّى الله عليه وسلَّم والذي كان يقول في حديثه الآخر

{اللهم إني أَتَّخِذُ عِنْدَكَ عَهْداً لَنْ تُخْلِفْنِيهِ إنَّما أنا بَشَرٌ فأيُّ المؤمِنِينَ آذيْتُهُ أوْ شَتَمْتُهُ أوْ جَلَدْتُهُ أوْ لَعَنْتُهُ فاجْعَلْهَا لَهُ صَلاَةً وَزَكَاةً وَقُرْبَةً تُقَرِّبُهُ بِهَا يَوْمَ القِيَامَةِ }[2]

ودعاؤه مستجاب ومع ذلك يطلب من إخوانه أن يتحلل وأن يحللوه وأن يسامحوه فما بالنا نحن ؟ إن الإقتداء بهديه صلَّى الله عليه وسلَّم في ذلك أوجب علينا لأن حقوق العباد شرط لمحبة رب العباد

[إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ]

إذاً فقوله تعالى

[فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ]

تفسيرها أن سيئة يرجو المرء غفرانها فعليه أن يعمل الحسنة التي بها يتم غفران الله عزَّ وجلَّ له وذلك كما قلنا فإذا اغتاب رجلا في مجلس فعليه أن يثني عليه ويمدحه في نفس المجلس ولا يكون ذلك كما يفهم البعض أن يبدل الله السيئات بحسنات دون أن يرد حقوق العباد فهذا لا يكون ولكن عليه إذا أخذ حقاً من إنسان أن يرد هذا الحق لهذا الإنسان لكي يبدل الله سيئاته بحسنات وإذا شتم عبداً يطلب منه أن يصفح عنه وأن يعفو عنه ويسامحه فعلى الإنسان عند كل ذنب يريد أن يتوب منه أن يحدث له عملا صالح يجعل الله عزَّ وجلَّ يعفو عن هذا الذنب فيبدل الله سيئاتهم حسنات لأن البعض يفهم خطأ أن الله يأتي بالصحيفة إذا كان فيها مثلا خمسمائة سيئة يبدلها بخمسمائة حسنة كيف يكون ذلك؟ لكن أنت الذي تغير

[إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ]

فإذا أغضبت واحداً واشتكى لحضرة الواحد وتبت وأنبت إلى الله وحججت بيت الله لكنك لم تصلح هذا العبد ولم ترجع إليه ليسامحك كيف يبدل الله هذا الذنب بحسنة وهو مصر على حقه؟ لا بد أن تعمل له حسنة تجعله يصالحك ويسامحك والله ينظر إليك فيبدل الذنب بحسنات لأنك فعلت الحسنات التي بها يتم غفران هذا الذنب عند الله وعندما يلاحظ التوابون هذه المعاني يلاحظ الواحد منهم نفسه وحركاته وسكناته فيعقل كلماته ويقنن أفعاله وحركاته حتى لا يقول كلاماً يغضب الأنام فيتحير في هذا الأمر في الدنيا ويوم الزحام ولا يفعل فعلاً لا يستطيع رده ولا مراجعته ما الذي يجعل الصالحين يمشون على الصراط المستقيم؟أن الرجل منهم يحاسب نفسه على الأقوال وعلى الأفعال وعلى النوايا وعلى الطوايا لأنه إذا استحدث نية سيئة فهذا ذنب ولكي يتوب إلى الله من هذا الذنب
[وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ]
فلا بد أن يستحدث نية طيبة لكي يغفر الله النية السيئة الأولى بالنية الطيبة وهذا هو حال الصالحين لكن هل بمجرد أن يقول تبت إلى الله ورجعت إلى الله وندمت على ما فعلت تتم التوبة؟ لا ولكنها تتم لمن يكون أساساً ملفه خالي من أي قضية أو جنحة أو جناية أو ما شابه ذلك والمؤمنون الصادقون يحاولون دائماً أن يغيروا ما بأنفسهم ولذلك إذا نظرت إلى مجاهدات الصالحين تجد فيه العجب العجاب لماذا؟لأنهم يجاهدون في مراجعة الذنوب والعيوب ويحاولون أن يفعلوا الأحكام والأفعال التي يستوجبون بها رضى علام الغيوب عزَّ وجلَّ فيحكموا على أنفسهم بهذه الأعمال لكي يستوجبوا رضا الواحد المتعال عز وجل




[1] جامع الأحاديث و المراسيل وَالأَوْسط بنحوِهِ وَأَبُو يعلٰى بنَحْوِهِ عَنِ الْفضل بن عبَّاس إكماله ( لاَ يَقُولَنَّ رَجُلٌ إِني أَخْشٰى الشَّحْنَاءَ مِنْ قِبَلِ رَسُولِ الله أَلاَ وَإِنَّ الشَّحْنَاءَ لَيْسَتْ مِنْ طَبِيعَتِي وَلاَ مِنْ شَأْنِي أَلاَ وَإِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ مَنْ أَخَذَ حَقًّا إِنْ كَانَ لَهُ أَوْ أَحْلَلَنِي فَلَقِيتُ الله وَأَنَا طَيبُ النَّفْسِ أَلاَ وَإِني لاَ أَرٰى مُغْنِيَاً عَني حَتىٰ أَقُولَ مِرَارَاً يَا أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ كَانَ عِنْدَهُ شَيْءٌ فَلْيَرُدَّهُ ، وَلاَ يَقُلْ فُضُوحُ الدُّنْيَا ، أَلاَ وَإِنَّ فُضوحَ الدُّنْيَا أَيْسَرُ مِنْ فُضُوحِ الآْخِرَةِ
[2] مسند الإمام أحمد عن هَمّام بن منبِّه قال: هٰذا ما حدثنا به أبو هريرة





التوقيع





    رد مع اقتباس
قديم 2014-02-17, 21:13 رقم المشاركة : 13
سليمـــة
مشرفة منتدى التعليم الإبتدائي
 
الصورة الرمزية سليمـــة

 

إحصائية العضو







سليمـــة غير متواجد حالياً


وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام المشارك مسابقة الأستاذ الرمضانية

وسام المشارك في المطبخ

وسام المسابقة الترفيهية المرتبة 3

افتراضي رد: هل تريد ان يجبك الله ؟؟؟عليك بهذا المنهج



جمـــــال التــــــــــــــــــــــــوبه


جمال التوابين

لكي أتجمل بأحوال الصالحين لا بد على الفور أن أترك أحوال الجاهلين والبطالين والعصاة والمذنبين والغافلين جملة واحدة واقبل على الله بالكلية فالعبد الذي يريد أن يحبه الله عزَّ وجلَّ عليه أن يحاسب نفسه أولاً ويتوب من الذنوب ثم يطهر نفسه من العيوب ويجمل نفسه بجمال الحبيب المحبوب ومن ينظر لعيوبه فلن ينظر لعيوب غيره "طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس" ويقيس نفسه بالحبيب ولذلك فلن يجلس في أي مجلس ويفتش في عيوب إخوانه ويقول أحد الصالحين في ذلك: "تبصرك فيما فيك يكفيك" فإذا تاب من العيوب وتجمل بجمال الحبيب المحبوب يحاسب نفسه على الغفلات واللحظة التي تمر عليه وهو في غفلة يحاسب نفسه عليها حساباً شديداً ثم يحاسب نفسه على الخطرات والخاطر الذي يمر بغير ذكر الله يقول فيه أحد الحكماء:
وإن خطرت لي في سواك إرادة على خاطري نفساً حكمت بردتي
والردة هنا معناها أن يرجع مرة أخرى لأول الطريق فشتان بين مؤمن يتوب من زلاته وبين مؤمن يتوب من رؤية التقصير في طاعاته وبين مؤمن يتوب من نسبة الطاعات إلى ذاته وبين مؤمن يتوب من غفلاته ومؤمن يتوب من خطراته وكل هذه اسمها توبة لكن هذه غير هذه إذاً فإن مقام التوبة لا ينتهي أبداً وطالما أن الإنسان يريد الله فلا يترك التوبة طرفة عين ولا أقل لأن الله يقول
[إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ]
وليس المقصود من المتطهرين من يطهرون الجسم بالماء و فقط ولكن هناك حكمة عالية قد فسرها لنا أحد الحكماء فقال: إن ما يطهر الإنسان أن يتذكر أصله ما أصله؟ ماء مهين أو سلالة من طين فعندما يتذكر أصله ويرجع له يتبين له أنه تراب وهل التراب يسمع أو يبصر أو يتكلم ؟ أبداً فأنت من ماء مهين أو من تراب وطين وكل ما زاد عن الماء المهين وعن التراب والطين فهو جمال رب العالمين فلماذا تنسبه لنفسك ؟ إنه من الله فلا تقول صوتي ولا علمي ولا نظري ولاعقلي ولا فكري فكل ذلك يجب أن تكون نسبته لله جل في علاه إذاً الطهارة ليست طهارة الجوارح بالماء ولكن طهارة القلب بالكلية من جميع الأمراض التى نعى الله على أهلها في الآيات القرآنية وقال في شأنهم
[فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً]
فهناك طهارة للصلاة وهناك طهارة للصلة بالله وطهارة الصلة بـالله هي طهارة القلب من كل ما سواه فيطهر القلب من الأحقاد والأحساد والغل والكره والأثرة والأنانية وكل الذنوب والصفات على إختلاف أنواعها والذنوب أنواع فهناك ذنوب إبليسية وهناك ذنوب حيوانية وهناك ذنوب جبروتية وهناك ذنوب سبعية والذنوب الحيوانية هي التي يتشبه فيها الإنسان بالحيوان وهي والعياذ بـالله الزنا وعمل قوم لوط وما شابه ذلك من هذه الذنوب والذنوب الإبليسية كالمكر والخديعة والإيقاع بين خلق الله والمشي بين الناس بالغيبة والنميمة وما شابه ذلك والذنوب السبعية هي كالإختيال بالقوة والفخر بالأحساب والأنساب والتطاول على خلق الله تارة بلسانه وأحياناً بيده وأحياناً بماله وأشدها وألعنها وأقواها الذنوب الجبروتية وهي التي يشارك فيها الإنسان الذات العلية في الأسماء التي لها خصوصية كأن يتكبر على خلق الله أو أن يتعالى على كل ما سواه ولا يكون عنده تواضع للفقراء والمساكين من عباد الله لأن الله يقول في حديثه القدسي

(الكِبْرِيَاءُ رِدَائي، والعظَمَةُ إزارِي، فَمَنْ نَازَعَني واحِداً منهما، قَذَفْتُهُ في النَّارِ)[1]

ويقول أحد الصالحين :
ألا من يكن في قلبه بعض ذرة من الكبر والأحقاد ما هو ذائق
فيلزم للإنسان أن يتطهر من كل هذه الصفات وكل هذه الفعال فيطهر القلب ثم يطهر السر من جميع الأغيار حتى لا يكون فيه إلا العزيز الغفار ويطهر الروح من الوقوف حتى مع الفتوح يعني لو فتح الله عليه بالعلم مثلا ووقف مع الفتح فقد ضيع نفسه لأنه سيرى أنه من أهل الفتح ويريد من الناس أن تثني عليه بسبب الفتح وتقبل عليه بسبب الفتح ونسي أن الفتح من الفتاح إن شاء أبقاه وإن شاء زاده وأغناه وإن شاء خلاّه وهي إرادة الله جل في علاه إذن الطهارة هنا ليست طهارة الظواهر فقط ولكنها طهارة الظواهر وطهارة البواطن وهي ما يريدها الله ولذلك قال الله في المتطهرين الذين يتطهرون من كل هذه الأشياء

[فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ]




[1] صحيح ابن حبان عن أبي هُرَيْرَةَ أن رَسُول الله قال : فيما يَحْكِي عن ربِّه جَلَّ وعلا





التوقيع





    رد مع اقتباس
قديم 2014-02-17, 21:13 رقم المشاركة : 14
سليمـــة
مشرفة منتدى التعليم الإبتدائي
 
الصورة الرمزية سليمـــة

 

إحصائية العضو







سليمـــة غير متواجد حالياً


وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام المشارك مسابقة الأستاذ الرمضانية

وسام المشارك في المطبخ

وسام المسابقة الترفيهية المرتبة 3

افتراضي رد: هل تريد ان يجبك الله ؟؟؟عليك بهذا المنهج



آوصــــــــــــــــــاف المحبوبين عند الله



أوصاف المحبوبين
لم حبّب الله عزَّ وجلَّ المؤمنين في مجالسة بعضهم؟ بل وبين الدرجات العالية والمقامات الراقية التي أعدها لهم حتى قال عزَّ شأنه وهو الغني ونحن الفقراء إليه في حديثه القدسي المشهور
( وجبت محبتي للمتحابين فيّ والمتباذلين فيّ والمتجالسين فيّ والمتزاورين فيّ)
الله عزَّ وجلَّ الذي لا يُسأل عما يفعل والذي يهيمن ولا يهيمن على قراره ولا على فعله ولا تصرفه أحد لأنه وحده هو الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لا شريك له في فعله ولا معاون له في تصريف أمره ولا راد لحكمه لأنه حكم عدل قيوم قوي لطيف خبير يوجب على نفسه أن يحب قوماً ما أوصافهم؟ وما سماتهم ؟ وما علاماتهم ؟ قد أجملها الله عزَّ وجلَّ في هذا الحديث القدسي العظيم(المتجالسين فيّ والمتزاورين فيّ والمتباذلين فيّ والمتحابين فيّ)أربعة أوصاف وأربعة علامات وضعها الله ومن يتجمل بها فإن الله لا بد وأن يحبه ومن يحبه الله ما الذي له عند مولاه؟يكفيه تيهاً وشرفاً وفخراً قول حبيبه ومصطفاه
{ إذا أحب الله عبداً لم يضره ذنب}[1]
فإن الله يقول في شأنه
[أُوْلَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ]
يتقبل الله منهم أطيب الأعمال وأفضل الأقوال ويتجاوز عما سوى ذلك لأنه وعد بذلك وهو عزَّ وجلَّ لا يخلف الميعاد
{إذا أحب الله عبداً لم يضره ذنب}
من هم هؤلاء القوم؟ إن أول أوصافهم وأهم علاماتهم أنهم يتحابون في الله لا لعلة ولا لغرض ولا لمصلحة عاجلة أو آجلة وإنما محبتهم لبعضهم في الله ولله "وجبت محبتي للمتحابين فيّ" أي المتحابين في الله ولله يا بشراهم بقول حبيب الله ومصطفاه صلوات ربي وتسليماته عليه إذ يقول

( إن لله عباداً ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم النبيون والشهداء لمكانتهم وقربهم من الله عزَّ وجلَّ يوم القيامة)

فقال أصحابه رضوان الله عليهم : يا رسول الله أناس ماهم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم النبيون والشهداء صفهم لنا وفي رواية جلّهم أي وضحهم لنا فقال حبيبي وقرة عيني صلَّى الله عليه وسلَّم
( هم أناس من أمتي من قبائل شتى وبلدان شتى توادوا بروح الله على غير أرحام بينهم)
_ فلا نسب بينهم ولا عائلة – ولا أموال يتعاطونها فيما بينهم فلا تجارة ولا مصلحة ولا منفعة -( تواودوا بروح الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها فيما بينهم)[2] وأقسم حضرة النبي وهو الذي يقسم ويقول
( فوالله إن وجوههم لنور وإنهم لعلى منابر من نور قدام عرش الرحمن يوم القيامة يفزع الناس وهم الآمنون ويخاف الناس ولا يخافون)
ثم تلى قول الله
[أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ]
فيا بشرى لمن يتحابون في الله فإن لهم هذه المنزلة العظيمة يكونون على منابر من نور قدام عرش الرحمن ومعهم لواء الأمان لأنهم تحابوا في الله على غير أرحام ولا نسب ولا منافع ولا أي أمر من أمور الدنيا وإنما محبتهم في الله ولله هذه المحبة بين الأحبة حتى تتوثق رابطتها ويقوى شأنها ويجمع الله الأحوال الطيبة التي كانت في أصحاب الحبيب
صلَّى الله عليه وسلَّم لأهلها يلزم عليهم أن ينفذوا بقية الحديث : للمتحابين فيّ والمتجالسين فيّ أي لا بد أن أن يتجالسوا ليتعاونوا على البر والتقوى وليعين بعضهم بعضاً على طاعة الله وتقوى الله في ظلمات هذه الحياة فإن المؤمن وخاصة في هذه الظلمات الحالكة التي قال فيها الحبيب صلَّى الله عليه وسلَّم
{ألا إنها ستكون فتن كقطع الليل المظلم}[3]
يحتاج لمن يقوي عزيمته ويحتاج لمن يشد أزره ويحتاج لمن يقوي شكيمته في الحق ويحتاج لمن يحبب له طريق الصدق ويحتاج لمن يحبب إليه الفضائل والمكرمات التي كان عليها سيد السادات.فلا بد له من مجالسة الإخوة الصالحين الذين يعضدونه ويشدون أزره حتى يتغلب على متاعب هذه الحياة وإلا هوى في واد سحيق فإن الدنيا مليئة بالحظوظ والأهواء والمنافقين والكاذبين وغيرهم من الذين يزينون الباطل ويبخسون الحق ويجعلون أهل الحق إذا لم يجالسون بعضهم ويقوي بعضهم بعضاً يرتج عليهم حالهم والواحد منهم يتزلزل في نفسه وربما من شدة زلزلته يحتجب في بيته يظن أنه على الباطل وغيره على الحق لأنه يرى الباطل لجلج فالباطل هو الظاهر وهو القوي فلا بد أن يتجالسوا ليشدوا أزرهم





[1] حلة الأولياء وشعب الإيمان للبيهقي عن عاصم عن الشعبي
[2] مسند أحمد بن حنبل وسنن أبي داود والترمذي الجامع الصحيح عن عمر بن الخطاب وأبي مالك الأشعري
[3] المعجم الكبير للطبراني ومسند أبو يعلى الموصلي عن جندب بن سفيان






التوقيع





    رد مع اقتباس
قديم 2014-02-17, 21:15 رقم المشاركة : 15
سليمـــة
مشرفة منتدى التعليم الإبتدائي
 
الصورة الرمزية سليمـــة

 

إحصائية العضو







سليمـــة غير متواجد حالياً


وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام المشارك مسابقة الأستاذ الرمضانية

وسام المشارك في المطبخ

وسام المسابقة الترفيهية المرتبة 3

افتراضي رد: هل تريد ان يجبك الله ؟؟؟عليك بهذا المنهج


الاخــــــــــــــوه فى الله
اللهم آنى آشــهدك يالله انى احب كل آعضــاء هذا المنتدى لله



منهاج الأخوة في الله
وضع الحبيب المنهاج لهذه الأخوة فقال في شأنها صلوات ربي وتسليماته عليه
{أخوك من إذا نسيت ذكرك وإذا ذكرت أعانك }[1]
وهو بذلك يشرح كتاب الله فإن الله عندما بين للأمة كلها من بدء البدء إلى نهاية النهايات سبب خطيئة آدم التي بها أُخرج من الجنة فإنه أُخرج من الجنة بذنب واحد فكيف يطمع غيره ونطمع نحن أن ندخلها على الرغم من أننا نرتكب قناطير من الذنوب في كل يوم والذنب الذي ارتكبه تاب عليه الله وقبل منه توبته ونحن ربما نسهو عن الذنوب ولا نتوب منها بل ربما بعضنا أن ذنوبه حسنات ويفتخر بها ويتباهى بفعلها بين خلق الله فذكر الله خطيئة آدم وذكر سببها وبين علة فعلها حتى لا نقع فيها فقال عزَّ شأنه عن آدم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم السلام
[وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً]
ما هو سبب الذنب؟ النسيان وفتور العزيمة، فجاء الحبيب وهو الطبيب الأعظم والمعلم الأكرم بالروشتة التي تعالج هذه الأدواء فقال{ خوك من إذا نسيت - وهذا علاج النسيان [فنسي..]- من إذا نسيت ذكرك – وعلاج وخور العزيمة وضعف العزيمة – وإذا ذكرت أعانك }إذاً فعلاج هذه الأدواء هو الأخ الصالح الناصح الذي يقول فيه الإمام عمر بن عبد العزيز "عليك بإخوان الصدق تعش في أكنافهم فإنهم عدتك عند البلاء وعونك عند الرخاء" عند البلاء تجدهم معك يشدون عضدك وأزرك حتى لا تقع في سخط الله بل تتجمل بما يحبه الله ويرضاه وعند الرخاء يطلبون منك ألا تقف عند النعمة وتنسى المنعم
فـ(إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى)
بل يطلبون منك كلما توافرت النعم أن تزيد من شكر المنعم حتى تدخل في قول الله
[لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ]
إذاً لا بد من المجالسة والمجالسة يقول فيها الحبيب صلَّى الله عليه وسلَّم ما معناه{يسأل المرء عن صحبة ساعة}يعني بذلك أنك لو صحبت رجلاً في الله ولله لمدة ساعة فإنك تسأل عن هذه الصحبة يوم القيامة إذا مرض ولم تعده وإذا غاب عنك ولم تزره ولم تتفقده وإذا احتاج ولم تعنه وإذا كان مسرورا ولم تشاركه وإذا كان مهموماً مغموماً ولم تخفف عنه كل هذه مسئوليات أوجبها عليك الله وحقوق سنّها لنا حبيب الله ومصطفاه لأنها حقوق الإخوان والإخوة في الله جل في علاه فلا بد من المجالسة والمجالسة تحتاج إلى التزاور -- والمتزاورون فيّ – لا بد أن نزر بعضنا بعضاً والزيارة وما أدراك ما الزيارة قل فاعلها في هذا الزمان وظن الناس أنهم استغنوا بمالهم وبمناصبهم وبجيوبهم وبأولادهم عن الإخوان في الله وهذا لا يكون أبداً يكفي لمن يزور في الله قول حبيب الله ومصطفاه فى الحديث المشهور الذى معناه وقد ورد بطرق عديدة و روايات متعددة

{ زر في الله فإن من زار أخاً في الله شيعّه سبعون ألف ملك يقولون له طبت وطاب ممشاك وطابت لك الجنة }
سبعون ألف ملك يحفون بالعبد إن ذهب لزيارة أخ له في الله من مثلهم؟ لا يوجد حتى في زعماء الوجود من يمشي في ركابه سبعون ألف من هؤلاء الجنود الذين عينهم الواحد المعبود وطاقاتهم وقدراتهم بغير حدود فإن واحداً منهم حمل على ريشة واحدة من جناحه وله سبعون ألف جناح مدائن لوط كلها وهي سبع مدائن بما عليها من رجالها ونسائها وبيوتها وحيواناتها إلى السماء السابعة وقلبها في الأرض وصارت بحراً ميتاً إلى يومنا هذا وهو جندي واحد من هؤلاء الجنود {زر في الله فإن من زار أخاً في الله شيعه سبعون ألف ملك يقولون له طبت وطاب ممشاك وطابت لك الجنة}ألا تريد أن تقال لك هذه الكلمات في كل يوم أو في كل اسبوع على الأقل مرة ولا يجب أن يترك المؤمن هذا العمل لأن معه هذا الأمل يريد أن يسمع دعوات ملائكة الله الذين استجاب لهم الله ويستجيب لهم عندما يدعون للرحماء من خلق الله بل إن الله يقيض لمن يذهب لزيارة أخ له في الله ملائكة يعترضون سبيله وإن كنا لا نراهم بأعيننا لكن أهل الحقائق يرونهم بأبصارهم ويسمعون عذب كلماتهم ويقول في شأنهم الحبيب صلَّى الله عليه وسلَّم فمعنى الحديث{ زار أخ أخاً له في الله فاعترضته ملائكة الله وقالوا له أين تذهب؟ فقال: لزيارة أخى في الله فلان فقالوا له: هل لك عليك من نعمة تربها يعني تطلبها؟ قال: لا قالوا له:أبشر فإن الله يخبرك أنه يحبك كما أحببته في الله} يبشرونه بأن الله يحبه لأنه يعمل العمل الذي يحبه الله وهو التآخي في الله وتنفيذ قول الله
[إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ]
هذه هي الإخوة التي حببها وعضدها كتاب الله وعززها وفعلها وعمل بها ومدح صانعيها وأهلها سيدنا رسول الله وثواب الإخوة في الله لا يستطيع واحد من الأولين والآخرين أن يبين مداه لأنه في الله ولله وأجره على الله يكفيهم أنهم يوم الدين يجمعهم الله على رؤوس الخلائق أجمعين ويناديهم كما قال في قرآنه العزيز وكلامه العذب الوجيز
[يا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ]
لا تخافون على شيء ولا من شيء وإذا أمر بهم إلى دار النعيم فإن من كمال التكريم من الرب الرؤوف الرحيم أن يدخلهم معاً يذهبون فوجاً واحداً
{يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْداً }
والتفت إلى معنى الآية فإنهم لا يحشرون إلى الموقف ولا لأرض الحساب ولا للميزان ولا للصراط وإنما يحشرون للرحمن هم وفود الرحمن عزَّ وجلَّ الذين يجلسون على منابر من نور قدام عرش الرحمن لا شأن لهم بالحساب ولا بالميزان ولا بالصراط ولا ما سوى ذلك لأن الله شملهم برعايته وجعلهم في الدنيا من أهل عنايته وفي الآخرة من أهل سعادته وفي الجنة من أهل النظر إلى جمال طلعته فإذا أكرموا بنظرة منه وأمر بهم على تمام التكريم في دار النعيم المقيم
(وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ)
كذلك يمشون مع بعضهم حتى ورد أن الحبيب صلوات ربي وتسليماته عليه قال في بعضهم وكانوا متآخين في الدنيا ويتجالسون ويتزاورون فيما بينهم ادخل الجنة، فيقول يا رب أين أخي فلان؟ فيقول الله تعالى: إنه لم يعمل مثل عملك فيقول: يا رب إني كنت أعمل لي وله "يعني إقسم عملي بيننا نحن الإثنين" فيقول الله تعالى: خذ بيد أخيك وادخلا معاً الجنة وهذا ما جعل الصالحين قديماً وحديثاً يقولون الناجي منا يأخذ بيد أخيه فإن هذه الجلسات هي التي يقول فيها الله لملائكته من فوق السبع طباق "هم القوم لا يشقى جليسهم" فمن يجلس معهم لا يشقى أبداً يعطيهم الله ما يطلبون ويؤمنهم مما يخافون فيقولون: يا ربنا إن فيهم فلاناً ليس منهم وإنما جاء لحاجة فيقول الله تعالى

{ هم القوم لا يشقى جليسهم }[2]

فمن يجلس معهم يسعد بسعادتهم ولذلك كان القوم يقولون اللهم لا تجعل في حضرتنا شقياً ولا محروماً لأن الخير الذي ينزل من الله والعطاء الذي يتنزل من فضل حبيب الله ومصطفاه يعم الجميع لأن الكريم كرمه واسع لا يحد.




[1] الأخوان لإبن أبى الدنيا عن الحسن .
[2] صحيح مسلم عن أبى هريرة ,





التوقيع





    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 04:52 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd