2010-05-02, 18:51
|
رقم المشاركة : 1 |
 إحصائية
العضو | | | 
|  عزوف عن القراءة، تقدم إلى الخلف!
|  |
عزوف عن القراءة، تقدم إلى الخلف!
حمزة محفوظ الاتحاد الاشتراكي : 01 - 05 - 2010 توضع ثلاثة اختراعات على رأس أهم الاختراعات «منذ تورط أول قرد في الوقوف على طرفين»، أولها النار وطريقة إشعالها، وقد مكننا ذلك من التميز عن بقية الحيوانات التي تلتهم اللحم نيئاً، وما يستتبع ذلك من وعي بالذات المتسامية والمتفردة عنهم جميعاً.
حينها كانت طريقة التعلم محصورة في التلقين من جيل لآخر، الأب يعلم ابنه مجموع الخبرات التي ورثها عن الأجداد، وينقلها كلها أو جزء منها بدوره للحفيد بعد أن يدمج فيها خبراته الذاتية وهكذا.. إلى أن اكتشفنا ثاني أهم اختراع في حياة البشرية، وهو الكتابة.
الكتابة مكنتنا من تحدي الزمان واستطعنا معها القراءة للقدماء متحدين إكراهات النسيان وسعة ذاكرة الآباء.. مكنتنا من تحدي المكان فصار بوسع الفرد في كربلاء أن يقرأ ما كتب فرد من الزولو أو أثينا..
لكن غلاء سعر الكتاب، إذا وعينا أنه يُخط من عشرات الخطاطين على الجلود في مدة طويلة، جعل التوفر على كتاب -فضلا عن مكتبة- ترفاً لا يتمكن تحصيله إلا من أوتي بسطة من المال والجاه. إلى أن اكتشفنا الاختراع الثالث وهو المطبعة التي سيتحسن إنتاجها مستفيدة من تراكمات موازية (التطور الذي حدث في الورق مثلا)، ليصير بمكنة الفرد العادي إنشاء مكتبة، وبإمكانيات ميسرة..
«القرد العاري» لم يتوقف عن الاختراع والتراكم والتطوير والتحسين، والنقاش الدائر اليوم هو عن دور الإلكترونيات لتمكيننا من تجاوز مرحلة الكتاب المطبوع على الورق لصالح الكتاب الإلكتروني، فبعضهم يتحدث عن عدم إمكانية تجاوز الورقي للإلكتروني لما يوفر الورقي من طقوس حميمية، ورقا ورائحة وجسداً، فيستمتع البعض بشم أوراق الإخوة كارامازوف، ويقبل آخرون واجهة القرآن وتعانق أخريات سونيات شكسبير، ما سيحرمون منه عند استبداله بملف على جهازهم الإلكتروني، براء من الجسد والورق والرائحة، ومعفى من تمسحات الناس وإشكالاتهم العاطفية، للمدافعين عن الكتاب الإلكتروني كذلك حججهم وسندهم الذي لا يتسع الحيز لتفصيل القول فيها.
لا يتستع المقام اليوم لطرحها، لأن الدراسات والأرقام تؤكد أن موقعنا كمغاربة يضعنا أقرب للمرحلة الأولى من تاريخ الأجداد، ككائنات تطبخ أكلها، وتتراكم شفهياً من الآباء إلى الأبناء، ما يشوشه في حالتنا التلهي بالأفلام التركية والمكسيكية والمصرية من جهة، وحبات البولا حمرا والعفيون (الأفيون المعفن) من جهة ثانية.
التقارير تشير الى أرقام تؤول الى الصفر (معدل المبلغ المخصص للكتاب في المغرب هو درهم سنويا)، المقارنات مستحيلة مع دول العالم المتقدم وتجعلنا في المؤخرة حتى بالمقارنة مع دول شمال افريقيا في الارتباط بالكراس واستهلاك الكواغط.
«الكتاب مكلف»، نعم الكتاب عموما مكلف، لكن في السوق كتب بقيمة معرفية كثيفة وبعشرة دراهم، ولا يشتريها أحد (إصدارات عالم المعرفة نموذجا) وإن اشتريت لماما فهي تتغبر دون أن يباركها أحد بالقراءة، «المكتبات العمومية غير كافية مقارنة بعدد المغاربة»، هي كذلك، لكن من يلج تلك الموجودة لا يلاقي إلا الطلبة الذين يضطرهم إنجاز البحث للطبع من هنا وهناك، بعدها يضربون عن الكتاب، وتجد الواحد يقول ضاحكاً في مكان عمومي بضحكة لا تستطيع الجزم بأنها خالية من الفخر «عرفتي مني خرجت من الكلية (13 عام) ما شديت شي كتاب»..«الوزارات المتعاقبة لا تطلق مبادرات مدروسة تشجع الأطفال والكبار على القراءة»، ربما لكن المشاريع التي نظمت لم «يتسوق» لها أحد، ولزمها الوقت لتنفق دون أن يستفيد أحد من دروس موتها.
يمكننا أن نسوق المئات من الحجج والحجج المضادة لنبرر أميتنا المعرفية التي معها لا يمكن التعويل على مواطن يشارك في البناء والنقاش العمومي، لا يخيفه المقدم ولا تعجزه قراءة الورقة المرافقة لدوائه..
الكل متورطون، وجب أن نقر بذلك، الإعلام والدولة والتعليم والأسر والطلبة والمجتمع المدني، لا يمكن أن نحل هذه الأزمة إلا بعمل تشاركي مستمر على طول السنة، وليس بمقال يظهر بمناسبة اليوم العالمي للكتاب (23 أبريل) ثم يصمت الجميع وكأن الأزمة انفرجت. |
: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=124267 |
|
|  |
فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ :
مسابقة استوقفتني آية
|
ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج
